علماء غدامس منطلقاً للتواصل الثقافي بين ليبيا والعالم الإسلامي

في الوقت الذي نثمن فيه جهود علمائنا الأفذاذ ودورهم الثقافي في نشر العلم والإسلام في جميع أصقاع العالم الإسلامي، وتجسيداً لدورهم الفعال في بناء الحياة الثقافية والفكرية في جميع بلدان العالم الإسلامي فقد بذلوا جهداً اً كبير في القرون الماضية، وخلقوا تراثاً علمياً لا يستهان به؛ الأمر الذي يحتم علينا أن لا نترك هذه الثروة تضيع سداً فكان لزاماً على كل مثقف أن يفهم حقهم لنضعهم في المرتبة التي يستحقونها، ونحفظ لهم آثارهم العلمية التي خلفوها من بعدهم شاهداً على أهم إنجازاتهم، ورغم شح المعلومات عنهم؛ اً نظر لأنهم لم يجدوا آنذاك من يكتب عليهم في تلك الحقبة من الزمن، واتهموا بأن لم يكن لهم نشاط في البحث العلمي، غير أن هذا الاتهام غير صحيح، فإن علماءنا تنقصهم الدعاية والحاسة اً التاريخية التي بدأت تستيقظ مؤخر على أيدي أبنائها المخلصين الباحثين المتقيدين على كنوز الأجداد وتراثهم المجيد المكتوب في دفاتر مخطوطة بخط أيديهم، فقد ملئت دواليب مكتبات غدامس، بالعديد من المخطوطات المكتوبة في جميع المجالات من فقه، ولغة عربية، وأصول وتراجم وغيرها، فهذا التراث يكشف على جهود علمائنا داخل وخارج ليبيا، فقد كانت لهم أيادي بيضاء في النهوض بالحياة الثقافية شرقاً وغرباً في جميع بلدان العالم الإسلامي حسبت في ميزان حسناتهم، وعليه يحتم علينا الواجب متابعة أعمال هؤلاء العلماء ودراستها دراسة موضوعية يجند لها مجموعة من الباحثين ينطلقون إلى تلك الديار التي حلوا بها للتعرف عن آثارهم عن قرب، وبهذا نكون قد حفظنا لهذا الوطن مأثره وخدماته للعلم والإنسانية في شتى بقاع العالم الإسلامي.