التعاون العربي الإفريقي داخل منظمة الوحدة الأفريقية 1952 – 1999م

المؤلفون

آب 4, 2025

للعلاقات العربية الأفريقية جذور تمتد بعيداً في التاريخ، وقد تعززت هذه العلاقات حينما أشع الإسلام بنوره، فكان للعرب شرف حمل الرسالة ونشرها للعالم أجمع، وكان للأفارقة شرف اعتناقها، وبها تداخلت الأجناس وانتشرت الروح السمحة في التعامل حتى غدا الانصهار حالة طبيعية، وامتزجت الدماء العربية والأفريقية.

وتبع ذلك ترابط في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وأصبحت محور اهتمام الكثير من الباحثين سواء كانوا سياسيين أو أكاديميين، وقُصد من تلك الدراسات التعرف على بعض الإشكاليات التي طرأت بين العرب والأفارقة ناظرين إلى الإمكانيات أو الموارد والطاقات الطبيعية فهم يملكون من الموارد ما يفيض عن حاجتهم لو أنهم استثمروا ما أنعم الله به عليهم بشكل صحيح، ولكن ما يؤسف له ولأسباب مختلطة تراهم يحتلون المركز الأول من حيث الفقر والجوع والتخلف وسوء استخدام الثروات.

والجدير بالذكر أن أهم دعائم التطور في العلاقات العربية الأفريقية مع نهاية الحرب العالمية الثانية هو قيام ثورة 23 يوليو 1952م في مصر، هذه الثورة التي سعت منذ قيامها إلى تعزيز وإبراز وجودها ودورها العربي والأفريقي ويتضح ذلك جليا من خلال مواقفها المؤيدة لكفاح الشعوب الأفريقية ضد الاستعمار.

كذلك كان للثورة الجزائرية دور لا يمكن تجاهله فيما يخص الدعم العربي لقضايا القارة الأفريقية فقد حرصت الثورة الجزائرية عام 1954–1962م على الاتصال وتوثيق التعاون مع حركات التحرر الأفريقية.

نرى الكشف عن كثير من الغموض والاختلاف في الرؤى والنتائج المختلفة خاصة قبل منح الدول الأفريقية الاستقلال وهي ناتجة عن النظرة القطرية التي كان للاستعمار اليد الطولى فيها، كما أنهم يواجهون عدوين لدودين هما الكيان الصهيوني وجنوب أفريقيا وما يشكلانه من خطر عليهم.